حينما نقول مشروبات غازية فإن أو ما يتبادر إلى أذهاننا هي شركة "كوكاكولا" حتى لو لم نكن من محبي المشروبات الغازية، لأنها العلامة التجارية ذات الهوية البصرية الأكثر شهرة وقوة بين العلامات التجارية العالمية.
فقد تربعت الشركة على القمة وتغلبت على المنافسين بفضل بناء هوية بصرية قوية استطاعت من خلالها الاستمرار في السيطرة على عالم المشروبات الغازية.
وهذا السيطرة لم تأتي من فراغ، بل تحققت بعد رحلة طويلة من العمل المستمر في تصميم هوية بصرية فريدة ومميزة، بدءًا من شعارها المميز ولونها الأحمر، مرورًا بالهدايا والاكسسوارات مثل حاملات المفاتيح، والأكواب المتنوعة.
كما تميزت بعبواتها المختلفة وحافلاتها الكبيرة التي تتجول في الشارع لتوزيع المشروب للمحلات، وكذلك لافتاتها الضخمة في الطرقات، وثلاجات العرض الأنيقة.
كما أنها رسّخت في وعي الجمهور أنها مشروب الانتعاش والمغامرة من خلال مشاركة اللحظات مع العائلة والأصدقاء، وأنها في متناول الجميع في أي مكان.
مما سبق يتضح لنا أهمية تصميم هوية بصرية للشركات، حيث تعتبر الجزء الأهم في العلامة التجارية وتهدف إلى تسليط الضوء على القيم الجوهرية للعلامة التجارية.
الهوية البصرية هي الصور والتصاميم التي تعبر عن هوية العلامة التجارية وتميزها عن غيرها، فهي الجانب البصري من العلامة التجارية التي تبنيها الشركات، وتتضمن أي شيء مرئي تنتجه علامتك التجارية مثل تصميم الشعار والخطوط والصور والألوان، وأي رموز أخرى تستخدمها لإيصال رسائل علامتك التجارية.
يخلط الكثيرون أحيانا بين العلامة التجارية والهوية البصرية ولكن برغم العلاقة الوطيدة بينهما إلا أنهما يشكلان مفهومين مختلفين.
فالهوية البصرية هي العناصر المرئية للعلامة التجارية مثل الشعار واللون والشكل، والتي تعبر عن المعاني الرمزية التي لا يمكن نقلها بالكلمات وحدها.
أما العلامة التجارية فهي كيفية إدراك الجمهور لشركتك ككل، أي ما يتعلق بتجربة العملاء ونظرتهم لعملك من خلال التعامل مع المواد التسويقية، والمنتجات والخدمات وحتى أعضاء فريقك.
إذا نجحت في تصميم هوية بصرية لشركتك بشكل احترافي وصحيح، فسوف تحصل على العديد من المميزات، فالشركات العالمية تنفق ملايين الدولارات سنويا للعمل على تطوير وتحديث وترسيخ هويتها البصرية لدى جمهور المستهلكين، فلماذا تكتسب كل تلك الأهمية؟
حتى تنجح في تصميم هوية بصرية احترافية تحتاج إلى خطوات بسيطة وإجراء بعض البحوث ودراسة جوانب أساسية كالتالي:
يجب أن تكون على معرفة جيدة بكل ما يخص جمهورك قبل أن تباشر في عملية تصميم هوية بصرية لشركتك، مثل معرفة ما جنسهم، وما أعمارهم، وما مستواهم التعليمي، وما هو نمط حياتهم، والأهم ما المشاكل التي يبحثون عن حلول لها.
فمعرفة ذلك سيسهل عليك تصميم هوية بصرية تناسب أذواقهم، ويساعد أيضا في تحديد عناصر الهوية البصرية واللغة والمصطلحات والنبرة التي ستستخدمها.
فمثلا عندما يكون جمهورك من النساء ستختلف اللغة والعناصر المرئية التي تستخدمها عندما يكون جمهورك من الرياضيين.
تأكد من فهم منتجك، ماذا تبيع؟ وكيف تنوي الترويج له؟ وكيف ستوفر ذلك المنتج؟ سيساعدك ذلك على إنشاء هوية بصرية وفقا لتلك المفاهيم.
واسأل نفسك: ما الذي سيتغير لدى عملائنا عندما نقدم لهم المنتج؟ ما التحسينات التي سنُحدثها في حياتهم؟ ما القيمة التي ستقدمها لجمهورك المستهدف؟
فيمكن أن يكون جمهورك المستهدف من النساء، لكن ستختلف خصائص الهوية البصرية إذا كانت شركتك تقدم منتجات التجميل، عن الهوية البصرية لشركة تقدم للجمهور ذاته مواد التنظيف.
من خلال تعرفك على جمهورك وتقييمك لمنتجك، تتجه إلى تصميم العناصر البصرية، وينبغي تطبيق قيم علامتك التجارية على العناصر المرئية فهي دليل للعملاء في تصورهم لعلامتك التجارية، وتلك العناصر تمثل العلامة التجارية كاملة، ومن أهمها:
هو رمز أو كلمة أو تصمم أو صورة تعبر عن تصورك لعلامتك التجارية، ويكون مصمما بشكل فريد وبه تُعرف الشركة من بين باقي الشركات الأخرى لأن الجمهور يربط علامتك التجارية بالشعار، فهو جوهر العلامة التجارية لأي شركة .
اختيار الألوان هو احد ما يميز علامتك التجارية، وعادة تستخدم الشركات لون أو لونين كحد أقصى، وتحمل الألوان معاني مختلفة في تصميم الهويات البصرية للشركات فلكل لون دلالته :
بعد اختار اللونين جرب كيف سيبدوان بعد تحويلهما للأسود والأبيض، (عند طبعهما مثلا على فاتورة).
سيعرف الجمهور الكثير عن علامتك التجارية من خلال الخط الذي تختاره، فاحرص على اختيار عدد قليل من الخطوط لاستخدامها في المواد المطبوعة.
من المهم استخدام هذه العناصر في عالم الوسائط المتعددة، لأنها ترسخ في ذهن المستهلك بشكل أكبر، ولكن أثناء استخدام تلك العناصر اجعل للهوية البصرية لشركتك نمطا ثابتا في جميع المواد سواء المطبوعة أو على الإنترنت.
بعد أن تنتهي من إنشاء الهوية البصرية يجب أن تتأكد أنها تفي بالوظائف الأساسية التالية:
قبل أن تطلق هويتك البصرية الجديدة يجب أن تسأل نفسك هذه الأسئلة:
بإجابتك على تلك الأسئلة ستعرف إن كنت قد حصلت على هوية بصرية قوية أم لا ؟
ولكن لا ينتهي الأمر بتصميم هوية بصرية ديناميكية وجذابة ،يجب أن يكون الهدف هو الوصول إلى الجمهور والترويج لهويتك البصرية لتعزيز علامتك التجارية في السوق من خلال القنوات التسويقية الحديثة والتقليدية، وينبغي أن تكون الرسائل على تلك القنوات مُتسقة لذا من المهم أن تتطابق هويتك البصرية مع الهوية العامة لعلامتك التجارية.